غموض يكتنف هوية المتضرر الأكبر من موجة البيع القياسية في سوق العملات المشفرة

غموض يكتنف هوية المتضرر الأكبر من موجة البيع القياسية في سوق العملات المشفرة

شهدت سوق العملات المشفرة موجة بيع قياسية أثارت الكثير من التساؤلات حول من قد تحمل أكبر خسارة في هذه الفترة العصيبة حيث تراجعت قيم العديد من العملات بشكل مفاجئ مما أدى إلى قلق المستثمرين والمحللين على حد سواء فبعضهم يتساءل هل كانت الخسائر الأكبر من نصيب المستثمرين الأفراد أم المؤسسات الكبرى التي استثمرت مبالغ ضخمة في هذه السوق المتقلبة بينما يتوقع آخرون أن يكون للمتداولين الذين استخدموا الرافعة المالية النصيب الأكبر من هذه الخسائر الفادحة مما يخلق غموضاً حول كيفية تأثير هذه الموجة على مستقبل العملات الرقمية وهل ستعود الأسعار للارتفاع أم ستستمر في الانخفاض مما يزيد من حيرة الجميع في عالم العملات المشفرة المتغير باستمرار.

خسائر كبيرة في سوق العملات المشفرة

في اليوم التالي لأكبر موجة بيع يومية شهدتها العملات المشفرة، انطلقت تساؤلات عديدة حول هوية المتضررين من هذه الأزمة، حيث تبخرت استثمارات ومراكز مضاربة بلغت قيمتها 19 مليار دولار، وتراجعت أسعار العملات بشكل ملحوظ، وذلك بسبب الرسوم الجمركية الصارمة التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضد الصين، هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الرافعة المالية والمبيعات التلقائية ونقص السيولة، مما أدى إلى انهيار واسع للمراكز الاستثمارية.

من هم المتضررون من هذه الأزمة؟

منذ ساعات الصباح في آسيا وحتى فترة ما بعد الظهر في الولايات المتحدة، كان المتداولون والمحللون في حيرة من أمرهم، هل كانت هناك جهة كبيرة تعرضت لضربة قاسية، أم أن الأمر يتعلق بالعديد من المتداولين الصغار الذين شهدوا استثماراتهم تتلاشى؟ وفقاً لمنصة "كوين غلاس" (CoinGlass)، تم تصفية مراكز أكثر من 1.6 مليون متداول، مما يعكس حجم الأزمة وتأثيرها على السوق.

ماثيو هوغان، الرئيس التنفيذي للاستثمار في "بيتوايز أسيت مانجمنت" (Bitwise Asset Management)، أكد أنه لم يتأثر شركاؤه بما يتجاوز التحركات السعرية الطبيعية، مشيراً إلى أن التأثيرات قد تظهر لاحقاً، بينما لم تكشف استفسارات بلومبرج عن أي دليل يثبت أن جهة كبيرة، تُعرف باسم "الحوت"، تعرضت لانهيار، لكن الشكوك لا تزال قائمة حول وجود جهة كبيرة تكبدت خسائر مفاجئة.

تأثير التقلبات على السوق

في عالم العملات المشفرة، تعمل آلية نداءات الهامش بشكل مختلف عن الأسواق التقليدية، حيث تقوم الخوارزميات تلقائياً ببيع الأصول لتغطية الخسائر عندما تفقد الضمانات قيمتها، هذه البنية التقنية التي تُبقي السوق مفتوحةً على مدار الساعة أدت إلى تفاقم التقلبات بشكل سريع، مما زاد من حدة الأزمة.

تصريح ترامب جاء خلال عطلة نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة، مما جعل عدد المتداولين المشاركين في السوق محدوداً، وبالتالي زادت حدة التقلبات بشكل غير مسبوق، مما أثر سلباً على السوق بأسره، ليترك الجميع في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة.