الذهب يحقق ارتفاعًا مستمرًا للأسبوع التاسع ويصل إلى أعلى مستوى في تاريخه

الذهب يحقق ارتفاعًا مستمرًا للأسبوع التاسع ويصل إلى أعلى مستوى في تاريخه

يواصل الذهب الصعود للأسبوع التاسع على التوالي مسجّلًا أعلى مستوى في تاريخه مما يعكس الطلب المتزايد على هذا المعدن الثمين في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتقلبة وقد ساهمت العوامل السياسية والمالية في تعزيز هذا الاتجاه حيث يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا للكثير من المستثمرين الذين يسعون لحماية أموالهم من تقلبات الأسواق مما يزيد من إقبالهم على شراء الذهب ويؤدي إلى ارتفاع أسعاره بشكل مستمر مما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في هذا المجال ويجعل الكثيرين يتساءلون عن مستقبل أسعار الذهب في الأيام القادمة وكيف ستتأثر الأسواق العالمية بهذا الارتفاع المستمر.

أسعار الذهب تتواصل في الارتفاع العالمي والمحلي

تستمر أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية في تحقيق ارتفاعات قياسية للأسبوع التاسع على التوالي، حيث سجلت مستويات غير مسبوقة خلال تعاملات اليوم الإثنين، ويعود ذلك إلى زيادة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي على مستوى العالم، وفقًا لتقرير منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.

في هذا السياق، أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لإحدى منصات تداول الذهب، أن أسعار الذهب قد شهدت ارتفاعًا بنحو 80 جنيهًا في الأسواق المحلية، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 5480 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية بنحو 68 دولارًا لتصل إلى 4085 دولارًا، ومن جهة أخرى، سجل عيار 24 نحو 6263 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 حوالي 4697 جنيهًا، واستقر سعر الجنيه الذهب عند 43,840 جنيه.

مكاسب تاريخية في السوق المحلية

تشير البيانات إلى أن أسعار الذهب في السوق المحلية قد ارتفعت بمقدار 180 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، حيث بدأ جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 5220 جنيهًا، وحقق أعلى مستوى له عند 5450 جنيهًا، ليختتم الأسبوع عند 5400 جنيه، وعلى الصعيد العالمي، شهدت الأوقية ارتفاعًا بنحو 131 دولارًا، حيث بدأت تعاملاتها عند 3886 دولارًا ولامست مستوى 4060 دولارًا، لتنهي الأسبوع عند 4017 دولارًا للأوقية.

واستمر الذهب في تحقيق مستويات تاريخية جديدة، حيث سجل يوم الإثنين مستوى 4085 دولارًا للأوقية، مما يعكس الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة مع تصاعد المخاوف بشأن النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، مما يجعل الذهب الخيار الأفضل للمستثمرين في ظل هذه الظروف.

التوترات التجارية والاقتصادية تدفع الأسعار للارتفاع

تتزايد حالة الارتباك في الأسواق العالمية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية اعتبارًا من 1 نوفمبر، كرد فعل على القيود الجديدة التي فرضتها بكين على تصدير العناصر الأرضية النادرة، مما أثار مخاوف من تعطل سلاسل الإمداد العالمية وأعاد للأذهان أجواء الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

كما زاد من تعقيد الوضع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي للأسبوع الثالث على التوالي، مما أدى إلى تسريح موظفين فيدراليين وتعليق عدد من التقارير الاقتصادية المهمة، بينما تتجه أنظار الأسواق إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول المقرر غدًا، والذي يُتوقع أن يوضح ملامح السياسة النقدية المقبلة، وسط توقعات بخفضين إضافيين لأسعار الفائدة هذا العام.

تشير جميع هذه العوامل إلى أن الذهب لا يزال يحتفظ بمكانته كملاذ آمن، ويستمر في كتابة فصل جديد من تاريخه، حيث يعكس الطلب الاستثماري القوي على المعدن الأصفر في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.